الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

نظام الملالي الاستبدادي ينهار، ولكن هل سيقوم الغرب بدعمه؟ – ستروان ستيفنسون 

انضموا إلى الحركة العالمية

نظام الملالي الاستبدادي ينهار، ولكن هل سيقوم الغرب بدعمه؟ - ستروان ستيفنسون

نظام الملالي الاستبدادي ينهار، ولكن هل سيقوم الغرب بدعمه؟ – ستروان ستيفنسون 

نظام الملالي الاستبدادي ينهار، ولكن هل سيقوم الغرب بدعمه؟ – ستروان ستيفنسون 

كانت هناك ثلاث ركائز قام عليها نظام الملالي في الأصل، بعد ثورة 1979، التي اختطفها الملا المتعصب روح الله الخميني. 

كان الركن الأول هو نظام ولاية الفقيه، أو وصاية الفقيه، الذي وضع أسس لجهورية الملالي الأصولية الأولى، والذي تم كتابته صراحة في الدستور. 

الركيزة الثانية كانت النقل الكامل لكل السلطة إلى المرشد الأعلى ومنه إلى الملالي، الذين زعموا أن سلطتهم تأتي مباشرة من الله. 

الركيزة الثالثة والأخيرة، التي صممها الخميني بعناية، كانت إنشاء قوات حرس نظام الملالي (IRGC)، نسخته الخاصة من الجيستابو(البوليس السري الألماني)، لنشر سياستهم الثورية للعنف والإرهاب في داخل وخارج حدود إيران. 

واليوم، هناك مايزيد عن 80 مليون إيراني مكبوت وفقير يكره نظام الملالي لدرجة أنه لم يتبق سوى ركيزتين فقط، تتمثلان في ولاية الفقيه وقوات حرس نظام الملالي. يعلم الجميع أن مقعد بقدمين فقط لا يمكن أن يصمد. 

تسيطر قوات حرس نظام الملالي على حوالي 70 بالمئة من الاقتصاد الإيراني، بما في ذلك مؤسساته النقدية والمالية. إنه لا يدفع ضرائب ويوجه الموارد إلى جيوب النخبة الحاكمة. كما أنه يأمر بحملة النظام السرية لبناء سلاح نووي. 

تحرك الخميني بسرعة للقضاء على معارضي ديكتاتوريته الجديدة، مستخدماً قوات الحرس بلا رحمة لقتل عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين الذين قال إنهم مذنبون بـ “المحاربة” أو “شن الحرب على الله”. 

يتم تصنيف المذبحة السرية التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف من أنصار حركة المعارضة الديمقراطية الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في النصف الأخير من عام 1988، كواحدة من أسوأ الجرائم ضد الإنسانية في أواخر القرن العشرين وهي الآن قيد التحقيق النشط من قبل الأمم المتحدة. 

ومهما كانت هذه الأرقام مثيرة للدهشة، إلا أنها ليست سوى جزء بسيط من عدد السجناء السياسيين المقدَّر بنحو 120 ألفًا الذين أُعدموا حتى الآن خلال فترة حكم نظام الملالي في إيران. 

كما أنشأت قوات حرس نظام الملالي جناحها العسكري المعروف باسم فيلق القدس، وهو وحدتها الشريرة المسؤولة عن العمليات خارج الأراضي، والإشراف على الحروب بالوكالة لنظام الملالي في سوريا واليمن ولبنان وغزة والعراق، أثناء التخطيط والتمويل والشروع في أعمال الإرهاب في جميع أنحاء العالم. 

في أبريل/ نيسان 2019، وضع الرئيس ترامب قوات حرس نظام الملالي في القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وهي المرة الأولى التي تصنف فيها الولايات المتحدة منظمة عسكرية رسمية لدولة أجنبية على أنها منظمة إرهابية أجنبية. 

وفي شهر يناير/ كانون الثاني 2020، أمر ترامب أيضًا بالتخلص من قائد فيلق القدس البارز المعروف باسم قاسم سليماني وحليفه رئيس أركان العمليات العراقية أبو مهدي المهندس. حيث تم قتلهما في غارة جوية بطائرة مسيّرة في مطار بغداد. 

كان سليماني مسؤولاً فقط أمام المرشد الأعلى لنظام الملالي آية الله خامنئي، وعلى هذا النحو، وصفه الكثيرون بأنه ثاني أقوى شخص في جمهورية الملالي. 

لقد أدى موته إلى تقويض خطير لقوات حرس نظام الملالي وكسر دعامة ثانية لديكتاتورية الملالي. خامنئي مرعوب من أن قوات حرس النظام بدأت في الإنهيار. فهناك أدلة متزايدة على فرار الكثير من أفراد قوات الحرس لأنهم لم يتلقوا رواتبهم. عملية تعيين أفراد جدد تنهار. 

لقد تحول الأمر الآن إلى فكرة المدى الذي يمكن للنظام البقاء فيه على قيد الحياة. خامنئي يعرف جيدًا ما إذا كانت قوات حرس نظام الملالي ستنهار، وكذلك نظامه الديني أم لا. 

هناك اشمئزاز وكراهية واسعة النطاق لقوات حرس نظام الملالي بين الشعب الإيراني. حيث تم تشكيل وحدات مقاومة مجاهدي خلق في العديد من البلدات والمدن في جميع أنحاء إيران. 

فقد مقاتلو المقاومة الشباب خوفهم وهاجموا المحاكم والمباني الحكومية وقواعد قوات حرس النظام وقوات الباسيج شبه العسكرية. كما يتم تشويه لافتات وملصقات وصور المرشد الأعلى بشكل منتظم. 

يمكن لوحدات المقاومة الشجاعة أن تكون متأكدة ومطمئنة من هزيمة فرق مماثلة لقوات الحرس، فكثيرًا ماحدث هذا على مر التاريخ. في العصر الروماني، كان الحرس الإمبراطوري، مثل قوات حرس النظام اليوم، تجسيدًا للسلطة والجشع والإرهاب، حيث عمل كشرطة سرية وجلادين وقوات لمكافحة الشغب. 

تم إنشاء فرقة الحماية الشخصية لهتلر، والتي كانت معروفة باسم شوتزشتافل أو SS، في عام 1925 كسرب صغير مكون من أقل من 100 رجل، وتوسعت في جميع أنحاء الحقبة النازية إلى مئات الآلاف من السفاحين والقتلة الوحشيين تحت قيادة السيكوباتي هاينريش هيملر. 

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حكمت محاكمات نورمبرغ على أن قوات الأمن الخاصة منظمة إجرامية وحملّتها المسؤولية عن معظم جرائم الحرب النازية والمحرقة. وتم إعدام المئات من قادتها في نهاية المطاف. 

سيحسن البلطجية والقتلة الذين يشغلون المناصب داخل قوات حرس نظام الملالي في إيران صنعاً إذا علموا كيف أن التاريخ لم يحكم قط على وحدات حراسة النخبة هذه بتعاطف. هم دائمًا مايلحق بهم العار والإبادة. إن الكراهية المتزايدة لقوات حرس نظام الملالي من قبل الشعب الإيراني هي إشارة واضحة على أن ركيزة أخرى من أركان النظام قد بدأت في الانهيار. 

إن كراهية الشعب الإيراني للملالي، إلى جانب انهيار قوات حرس نظام الملالي، ستدق ناقوس الموت النهائي لنظام ولاية الفقيه المنحرف، وهو حجر الزاوية للأصولية الإسلامية داخل إيران. 

إن الفرصة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة لديكتاتورية الملالي المترنحة هي أن يوقّع المسترضون الغربيون على الصفقة النووية المعيبة، من خلال الاستجابة لمطالب الملالي برفع العقوبات وإزالة قوات حرس نظام الملالي من القوائم السوداء للإرهاب الدولي. 

يجب أن يفهم الغرب بالتأكيد أن الإطاحة النهائية بالملالي المستبدين فقط هي التي ستشهد استعادة السلام والعدالة والحرية للشعب الإيراني. 

  يجب أن نمنحهم دعمنا الكامل وأن نجعلهم يعرفون أن سقوط قوات الحرس سيكون الحافز الحاسم لانهيار نظام ولاية الفقيه. 

ستروان ستيفنسون هو منسق الحملة من أجل تغيير إيران، ومحاضر دولي حول الشرق الأوسط، ورئيس الجمعية الأوروبية للحرية العراقية، كما أنه منسق حملة من أجل تغيير إيران، ومحاضر دولي عن الشرق الأوسط، ورئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق. 

المصدر؛ THE SCOTSMAN