زيارة مايك بنس مع منظمة مجاهدي خلق تضيف المزيد إلى القائمة الطويلة لمظالم نظام الملالي
زيارة نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس إلى معسكر أشرف 3، موطن الآلاف من أعضاء حركة المعارضة الرئيسية في إيران، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ولقائه بالسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في 23 يونيو/ حزيران، أرعب نظام الملالي بشكل كبير. وعلى الرغم من أن وكالات الأنباء الحكومية والتلفزيون والصحف الخاضعين للسيطرة المشددة من النظام نجحوا في أداء دورهم الإعلامي بشكل جيد، إلا أنهم لم يتمكنوا من إخفاء تلك الهزة السياسية.
إلى جانب إعادة صياغة قائمة طويلة من مظالم النظام الناتجة عن الحملة التي استمرّت لمدة أربعة عقود من قبل منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لإسقاط حكم الملالي القاتل، حاول مسؤولو الدولة ووسائل الإعلام استغلال تلك المناسبة لربط المقاومة الإيرانية بالولايات المتحدة، وإسرائيل، والسعودية، والإمارات، والبحرين، كلها في نفس الوقت.
وكالة أنباء فارس الحكومية تغطي أخبار زيارة نائب الرئيس مايك بنس لمعسكر أشرف 3
تجاوز بعض المسؤولين التوجيهات المعتادة وتحدثوا بشكل أكثر صراحة عن منظمة مجاهدي خلق وتأثيرها المتزايد، معربين عن قلقهم من تأثير الرحلة على المجتمع بشكل عام.
وقال أحمد محمودي، ممثل المرشد الأعلى في أصفهان لشبكة تلفزيونية محلية في نفس اليوم، “علينا أن نشرح الأمور. دع الأجيال الجديدة تعرف أن الأعداء اللدودين، المنافقين (مصطلح ازدراء يستخدمه النظام ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية)، هم خونة ارتكبوا جرائم في هذا البلد بأمر من الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا”.
في اليوم التالي، رددّ حسن عاملي، ممثل المرشد الأعلى في أردبيل، نفس المخاوف. يصعب علينا أن يظهر مايك بنس نائب ترامب بين المنافقين أمس في ألبانيا ويقوم بإهانة النظام. لقد كان هو من شجع ترامب على التخلي عن خطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي 24 يونيو/ حزيران أيضًا، قال المدّعي العام محمد جعفر منتظري للتلفزيون الحكومي، “من الضروري تعريف جيل الشباب والمراهقين بشأن المنافقين، ذلك الجيل الذين لم يكن موجودًا في ذلك الوقت (في إشارة إلى فترة الثمانينيات) أو أولئك الذين ليس لديهم معلومات كافية. لأن هذه المجموعة اليوم، للأسف، ترتكب جرائم تحت لواء الغطرسة العالمية “.
في 24 يونيو / حزيران، نقلت وكالة أنباء مهر الحكومية عن أمير جعفري محافظ شهر رضا في أصفهان قوله: “احتكر المنافقون الفضاء الإلكتروني … العدو يحاول إظهار أن جمهورية الملالي في طريق مسدود لقيادة الناس إلى لخوف واليأس”.
ودعا مسؤولي الدولة الآخرين إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، وقال: “يجب أن نوفر التسهيلات لعائلات شهداء الاغتيالات للتعبير عن تجربتهم، وهنا يمكننا التعاون مع مؤسسة الحبليان. نحن على استعداد للتعاون لإقامة احتفالات مختلفة مع دوائر القضاء والتعليم ومؤسسة الشهيد والثقافة والتوجيه الإسلامي وقطاعات أخرى”.
لكنّ رد الفعل الأكثر وضوحًا جاء من رجل مسؤول عادة عن الإدانة الدولية للانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في إيران وتذليلها.
أوضح نائب النظام للشؤون الدولية وحقوق الإنسان كاظم غريب أبادي عبر التلفزيون الحكومي في 24 يونيو/ حزيران، اعترافًا غير مقصود ببراعة منظمة مجاهدي خلق المتنامية والمتوسعة داخل إيران: “ربما في بعض المنعطفات، كان الاعتقاد السائد هو أن جماعة المنافقين (منظمة مجاهدي خلق الإيرانية) لا تحظى بأي دعم وأن الجميع على دراية بطبيعتها الإرهابية وأنه لا داعي لأن نلتفت إليهم بعد الآن. لكن هذا ليس رأينا. في (العام الإيراني) 1400 (بداية من 20 مارس/ آذار2021)، بدأت حملة جيدة جدًا ومشتركة، وتم الضغط بشدة على الدول التي كانت تستضيف منظمة مجاهدي خلق”.
وأضاف: “لم يكن هناك لقاء بيننا وبين الوفود الأوروبية حيث تخطينا موضوع المنافقين. في اجتماع مجلس حقوق الإنسان في فبراير/ شباط، خصصت ما لا يقل عن 2-3 دقائق من خطابي الذي استمرّ لمدة سبع دقائق لجماعة المنافقين الإرهابية، والجرائم التي ارتكبوها، وحذرنا المنظمات الدولية في الدول الأوروبية من إدراك مسؤوليتها وعدم الدفاع عن هؤلاء الإرهابيين.”
وفي إشارة إلى قضيتي الدبلوماسي الإرهابي للنظام أسد الله أسدي ومسؤول السجن السابق حميد نوري، المسجونين في بلجيكا والسويد على التوالي، ألقى باللوم على منظمة مجاهدي خلق في التآمر ضدهما. أحيانا نتعرض لضغوط من الرأي العام. لذا، إذا كانوا (بلجيكا والسويد) يسيئون معاملة سجناءنا، فلماذا لا نتعامل مع سجناءهم بالمثل؟ دعونا نضعهم في الحبس الانفرادي ونمنعهم من الاتصال بأسرهم ومحاميهم ونحرمهم من حقوقهم الطبية والصحية “.
في الأشهر الأخيرة، بينما تدفع الأزمات الاجتماعية والاقتصادية مزيدًا من المواطنين إلى البؤس والفقر المدقع، كانت الشبكة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق داخل إيران تنمو يومًا بعد يوم. تواصل وحدات المقاومة ضرب المدن والقرى في جميع أنحاء البلاد، متحدية شبكة أمنية واستخباراتية واسعة ومتعددة الأوجه لتشجيع الإيرانيين الآخرين على المعارضة.
حتى الآن، شرع النظام في مئات حملات الشيطنة، بما في ذلك نشر الكتب، وإنتاج الأفلام، والمسلسلات التلفزيونية، وعقد المؤتمرات، وإطلاق دعاية من قبل عشرات المنظمات الرسمية وشبه الرسمية، لتشويه سمعة مجاهدي خلق وإخافة جيل الشباب من الالتحاق بصفوفهم. لكن في بلد يواصل فيه المواطنون العاديون في الشوارع إهانة وحتى الاعتداء على الملالي وقواتهم القمعية، كان لهذه الجهود تأثير معاكس من خلال جذب المزيد من الاهتمام إلى منظمة مجاهدي خلق.
ربما كان هذا هو التطور الأكثر رعبًا للملالي الحاكمين ولهذا السبب يحاولون بشتى الطرق نزع الشرعية عن التنظيم.
اليوم، 25 يونيو/ حزيران، في إشارة إلى إحباط الملالي المطلق من فشل حملاتهم ضد منظمة مجاهدي خلق، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء مهر الحكومية، هدد وزير الاستخبارات إسماعيل الخطيب منظمة مجاهدي خلق علانية بالإرهاب: “في قتالهم الكبير وجهادهم كضباط قضائيين، بالتأكيد، سيبذل الجنود المجهولون التابعون للإمام المهدي (مصطلح يستخدمه النظام لوصف عملاء وزارة الداخلية) قصارى جهدهم ودعمهم في تنفيذ المهمة الجادة المتمثلة في الحفاظ على أمن الحدود وحقوق أمتنا. فالإرهابيون المقيمون في ألبانيا لم يكونوا ولن يكونوا في مأمن من نار الانتقام ل 12000 شهيد من جرائمهم”.