الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية في إيران.. اللحوم والأرز في الصدارة
شهدت أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق الإيرانية، وخاصة في طهران، ارتفاعًا غير مسبوق، حيث وصلت بعض الأصناف إلى مستويات قياسية. ووفقًا لوكالة “اقتصاد أونلاين” الرسمیة، فقد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخاصرة الضأن منزوع العظم في متاجر طهران 10 ملايين ريال (حوالي 11 دولارًا)، فيما سجل سعر فيليه الضأن 18 مليون ريال (حوالي 19.5 دولارًا)، ليصبح أغلى قطع اللحوم الحمراء.
وفي الوقت نفسه، يُعد لحم العجل أيضًا من المنتجات باهظة الثمن، حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 9.2 مليون ريال (حوالي 10 دولارات). وتظهر قوائم الأسعار في المتاجر الإلكترونية ارتفاعات ملحوظة تتجاوز الأسعار المعلنة من قبل اتحاد اللحوم الضأن.
وقد أثار هذا الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء قلقًا واسعًا بين المستهلكين. ويعزو الخبراء الاقتصاديون هذه الزيادة إلى نقص الإمدادات، وارتفاع تكاليف تربية المواشي، والتقلبات في سوق العملات.
وتشير التقارير السابقة إلى أن أسعار اللحوم الحمراء في إيران شهدت زيادات متواصلة خلال السنوات الأخيرة. ففي فبراير 2024، أظهرت بيانات مركز الإحصاء الإيراني أن اللحوم الحمراء سجلت أعلى معدل تضخم بين عشرة أصناف غذائية أساسية في البلاد، بزيادة بلغت 93%.
وفي نوفمبر 2023، أرجع رئيس اتحاد اللحوم الضأن ارتفاع الأسعار إلى نقص المواشي في الأسواق.
وقد أدى الارتفاع المستمر في أسعار اللحوم إلى تراجع استهلاكها بين الأسر الإيرانية، مما قد يترتب عليه آثار سلبية على الصحة العامة.
وخلال الأشهر الأخيرة، شهدت سلة الغذاء في إيران معدل تضخم جديد بلغ 30% على الأقل، فيما تمت الموافقة على زيادة أسعار تذاكر الحافلات بين المدن بنسبة 25% في الأيام الماضية.
ووفقًا للإحصائيات، فإن ثلث المواد الغذائية شهدت ارتفاعًا في الأسعار بنسبة تتراوح بين 30% و50% خلال العام الماضي، في حين أن ربع السلع الغذائية تجاوزت نسبة ارتفاع أسعارها 50%.
تقارير عن ارتفاع حاد في أسعار الأرز في إيران
مع وصول سعر الكيلوغرام الواحد من الأرز الإيراني إلى 2 مليون ريال (حوالي 2.2 دولار) أو أكثر، أعلنت منظمة “الجهاد الزراعي” في طهران عن توزيع الأرز بأسعار أقل بهدف “تنظيم السوق”.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “تجارت نيوز” الحكومية، يوم السبت 15 فبراير، بأن سوق الأرز في إيران “يشهد تقلبات سعرية حادة خلال الأيام الأخيرة، حيث تجاوزت الأسعار في بعض الحالات 2 مليون ريال للكيلوغرام”.
وفي الأسبوع الماضي، وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، وصف وزير الزراعة الأسعار الحالية للأرز بأنها “مصطنعة”، مشيرًا إلى أن الأزمة ناجمة عن “احتكار المخزون”.
بدوره، اعترف محافظ مازندران، مهدي يونسي، بأن سوق الأرز في إيران يمر بـ”عاصفة” من الاضطرابات.
ووفقًا لـ”تجارت نيوز”، فإن أسعار الأرز شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال الأشهر الأربعة الماضية، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة بنسبة 83%، بينما ارتفع سعر أرز “طارم” بنسبة 44%.
وفي نوفمبر 2024، أرجع شاهروخ شريفي، رئيس اتحاد متاجر السوبر ماركت ومنتجات البروتين في طهران، الزيادة في أسعار السلع الأساسية إلى التضخم المرتفع وكذلك ارتفاع سعر صرف الدولار.
ووفقًا لوكالة “فارس” الحكومية، تحتاج إيران إلى استيراد نحو مليون طن من الأرز سنويًا، إلا أنه تم استيراد حوالي 500 ألف طن فقط هذا العام، في حين يرتفع الطلب المحلي على الأرز قبيل حلول شهر رمضان وعيد النوروز (رأس السنة الفارسية).
ويجدر بالذكر أن الحد الأدنى لأجر العامل الإيراني الذي يعول طفلين لا يتجاوز 120 دولارًا شهريًا، ما يجعل القدرة الشرائية للأسر في تدهور مستمر وسط هذا الغلاء الفاحش.