آيات الله الجبناء يشنّون الإرهاب بالوكالة عن طريق التحكم عن بعد
لم يكن فيلق قوات حرس نظام الملالي قادراً على مقاومة الشماتة بشأن الضربة القاتلة التي شنّها ضد أبو ظبي، حتى أنه نصب لافتة احتفالية ضخمة في وسط العاصمة طهران.
فلماذا يتحدث الناس عن هجوم “حوثي”؟ من الذي طلب ذلك؟ من أين أتت الأسلحة؟ ماهي الجهة التي أعطت الموافقة النهائية؟ هجوم الطائرات المسيّرة هذا لم يكن له علاقة باليمن، بل كانت علاقته وثيقة بإرهاب جيرانها.
كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات سبتمبر/ أيلول 2019 على منشآت أرامكو النفطية، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل 50بالمئة من إنتاج النفط السعودي لفترة وجيزة، لكن تم اكتشاف هذا لاحقًا أن هذه الضربات المنسقة بطائرات مسيّرة وصواريخ انطلقت من إيران والعراق.
أصبح الحوثيون مجرد تابع لفيلق القدس. حتى أن فريق كرة قدم حوثي لعب مباراة مرتدياً قمصاناً مطبوعًا عليها صورة قاسم سليماني. عندما أثار وزير لبناني سابق مواجهة مع دول مجلس التعاون الخليجي العام الماضي، أعلنه الحوثيون بطلاً قومياً. وكان القيادي الحوثي محمد عبد السلام في العاصمة طهران يوم الهجوم الإماراتي.
تعتبر الضربة بمثابة مغير لقواعد اللعبة – ليس بسبب أي انحراف عن قواعد اللعبة الإرهابية المعتادة في العاصمة طهران، ولكن لأنها تأتي ردًا على الجهود الإماراتية المخلصة لإنشاء حد أدنى من التواصل الدبلوماسي مع جمهورية الملالي. نظام الملالي ليس لديه خطوط حمراء أو تحفظات على مهاجمة أهداف مدنية في دول محبّة للسلام ليست في حالة حرب معها. هؤلاء الثيوقراطيين، بحكم تعريفهم، مخادعون ومزدوجون، ولا يوجد اتفاق يمكن أن يتوقع منهم الالتزام به بشرف.
كما تزامن هجوم أبو ظبي مع إرسال وزارة خارجية نظام الملالي دبلوماسيين إلى المملكة العربية السعودية لتشغيل مكتبهم في منظمة التعاون الإسلامي، معربًا في الوقت نفسه عن أمله في إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع المملكة. آيات الله معتلون اجتماعيًا لدرجة أنهم يعتقدون أن قصف المدنيين أمر مناسب للتواصل الدبلوماسي!
قادة نظام الملالي جبناء للغاية. إنهم مسؤولون عن آلاف الصواريخ وهجمات الطائرات المسيّرة ضد أهداف خليجية ودولية، ومع ذلك اختاروا الاختباء خلف وكلاء، وشنّ الحرب عن طريق التحكم عن بعد.
من محادثات فيينا حول البرنامج النووي لنظام الملالي، حتى لو وافق نظام الملالي على بعض القيود المؤقتة لتبرز مع ترسيخ موقفها كدولة نووية، وقوة باليستية عظمى، وقائد جيوش شبه عسكرية في المنطقة. إن إلغاء تجميد أصول بمليارات الدولارات، وإزالة العقوبات، والتوسع الهائل في إنتاج النفط من شأنه أن يوفر صندوق الحرب الذي تحتاجه لتوسيع برامجه القاتلة على نطاق واسع.
على الرغم من العقوبات المعوقة، وضعت إيران مواطنيها في حالة من الجوع بينما استنفدت ميزانيتها على صواريخ وذخائر أكثر تطوراً من أجل اندلاع الحرب في الخارج. أدار وكلائها أي نقص في التمويل من خلال زيادة توليد الإيرادات الإجرامية بشكل كبير – مثل جني حزب الله المليارات من المخدرات، مع ظهور أطنان من الكبتاجون والسلع المهربة الأخرى في موانئ الخليج.
بعد أسابيع من سياسة حافة الهاوية بين الفصائل العراقية بشأن تشكيل الحكومة، وصل قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى بغداد ليهندس إعادة اصطفاف داخل الفصائل الموالية لنظام الملالي بهدف الإبقاء عليها في الحكومة، تمامًا كما توسطت جميع الحكومات العراقية السابقة من قبل قاآني وسلفه سليماني.
زعمت ميليشيات الحشد هذه بغطرسة أنها هزمت داعش، لكن في المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات، مثل ديالى وصلاح الدين، لماذا يُسمح لداعش باستعادة قوتها بسرعة؟ هل الحشد غير كفء بشكل صارخ، أم أن نظام الملالي يرغب في رؤية العراق معطلاً ومضطرباً؟
لعدّة أشهر، منع حزب الله الحكومة اللبنانية من الاجتماع حيث حاول منع التحقيقات في كيفية تمكن “المقاومة” من نسف نصف بيروت – وإذا لم يكن حزب الله ملامًا، فلماذا هم مصممّون على منع الكشف عن الحقيقة ؟ لماذا لا يوجد تحقيق في كيفية قيام حزب الله بتحويل الأمة بأكملها إلى حالة من الجوع والبطالة والفقر، في خدمة خيانة دولة معادية؟
جزء من اللوم في تصعيد نظام الملالي يقع على عاتق الدول الغربية، والولايات المتحدة على وجه الخصوص أوقفت تسليم الأسلحة اللازمة للدفاع عن دول الخليج، بينما كانت فاترة في التزاماتها تجاه الأمن الإقليمي. عندما يفشل الحلفاء في الوقوف بقوة مع بعضهم البعض، فليس من المستغرب أن يستغل الانتهازيون في العاصمة طهران بلا رحمة الشقوق في هذه العلاقة.
تقلل الدول الغربية باستخفاف من المخاوف الأمنية الخليجية، على الرغم من كل الأدلة التي تثبت أن الجيوش شبه العسكرية المدعومة من نظام الملالي تصعّد باستمرار أنشطتها العدائية. إن عدم إعطاء إدارة بايدن الأولوية للشرق الأوسط لا يجعل التهديدات الإستراتيجية المنبثقة من هذه المنطقة أقل تهديدًا بأعجوبة.
لقد تم إغلاق الستار بشكل نهائي على عصر كبير من الدبلوماسية، وأصبحت الآليات التي تخترقها الأمم المتحدة للقانون الدولي وحل النزاعات غير موجودة فعليًا. في هذا السياق، يتقدم نظام الملالي بكامل قوته ليصبح قوة نووية عسكرية بينما يعمل على توسيع قدراته العسكرية الباليستية والتقليدية، ومع خطر اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل. فإن استراتيجية الغرب لإدارة هذا التهديد هي إنكار أعمق.
إن الضربة الإرهابية التي يشنّها آيات الله على أبو ظبي هي دعوة للاستيقاظ. يفسر المشاركة والحوار والدبلوماسية على أنها ضعف.
فالملالي لا يفهمون سوى منطق المواجهة. وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فقد تضاعفت هجمات الحوثيين على السعودية في عام 2021، لتصل إلى 78 هجوماً في الشهر مقارنة بـ 38 في عام 2020. كما حدث مع حزب الله، إنها مسألة وقت قبل أن تبدأ إيران النووية في تسليح الحوثيين بصواريخ أكثر تقدمًا وأطول مدى وأكثر تدميراً، مما يزعزع الأمن الإقليمي بشكل أساسي.
نظام الملالي هو نظام جبان، ويجب إجبار قادته على التراجع من خلال إثبات لهم أن الهجمات الإرهابية ضد الدول المحبة للسلام لن يتم الرد عليها فقط بإيماءات رمزية في صنعاء أو بيروت أو دير الزور، ولكن من خلال الضرب المباشر والنهائي على رأس الثعبان نفسه.
• بارعة علم الدين هي صحفية ومذيعة حائزة على جوائز في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة. وهي محررّة في نقابة الخدمات الإعلامية وأجرت مقابلات مع العديد من رؤساء الدول.
المصدر؛ ARAB NEWS